خارج إطار المطرقة: كيف تتجاوز تحيز التخصص لتجد حلولاً متكاملة؟
خارج إطار المطرقة: كيف تتجاوز تحيز التخصص لتجد حلولاً متكاملة؟

بيع الخبرات

٣١‏/١٠‏/٢٠٢٤

هل سبق وتساءلت: لماذا يميل الخبراء الى رؤية الحلول للمشكلات من زاوية تخصصاتهم فقط؟ بمعنى آخر، لماذا عندما تواجه مصممًا أو مسوقًا مشكلة، يبحث دائمًا عن الحل من زاوية تخصصه، حتى لو كانت المشكلة تتطلب أداة أو منهجية أخرى تمامًا لحلها؟
هذا السؤال ظل يشغلني لفترة طويلة. حتى اكتشفت بالصدفة ما يُعرف بـ"مطرقة ماسلو" – وهو تحيز معرفي يجعلنا نرى كل مشكلة وكأنها مسمار لأن الأداة الوحيدة التي نملكها هي المطرقة. كما قال عالم النفس الشهير أبراهام ماسلو: "إذا كان كل ما لديك هو مطرقة، فكل شيء يبدو كأنه مسمار."
في مجال العمل الإبداعي والتسويق، نواجه هذا التحيز كثيرًا. المصمم يرى كل شيء مشكلة تصميم، والمسوق يرى كل شيئ مشكلة تسويق، وكاتب الإعلانات يجد الحل في الكلمات. لكن الحقيقة أن هذه النظرة الضيقة قد تمنعنا من رؤية الحلول الأكثر فعالية.

ما بين التخصص والتنوع: أين تكمن القوة؟

التخصص بالطبع ضروري. أن تكون خبيرًا في مجال معين يعطيك ميزة. لكن التخصص الزائد يمكن أن يحولك إلى شخص يرى الحلول فقط من منظور ضيق، وكأنك مسجون داخل صندوق مغلق. وهنا تظهر أهمية أن نكون “متخصصين عامين”، أي أن نملك إلمامًا عامًا بالعديد من الأدوات والأساليب، حتى لو كنا متخصصين في مجال معين.
على سبيل المثال، قد يكون المصمم بارعًا في تصميم الشعارات، لكن إذا لم يكن لديه إلمام بسيط باستراتيجيات العلامة التجارية، قد ينتهي به الحال بتصميم شعار جميل لكنه لا يتناسب مع هوية الشركة أو الجمهور المستهدف. كذلك كاتب الإعلانات، قد يصيغ نصًا قويًا، لكن بدون فهم شامل لاستراتيجية التسويق، قد لا تصل رسالته بالشكل المطلوب.
الحل؟ هو التنوع في الأدوات والمعرفة. عندما تمتلك حقيبة أدوات متنوعة، يمكنك النظر إلى المشكلة من زوايا مختلفة، وبالتالي تكون أكثر إبداعًا في حلها. وهذا لا يعني التخلي عن تخصصك، بل يعني تعزيز تخصصك بمزيج من المهارات والمعرفة من مجالات أخرى.
كيف تبني حقيبة أدواتك؟
إضافة المزيد من الأدوات لا يعني إلغاء تخصصك أو التشويش على مهاراتك. بل على العكس، هذا التنوع يساعدك على أن تكون أكثر كفاءة. فالمصمم الذي يفهم قليلاً عن التسويق، والمسوق الذي يفهم قليلاً عن التصميم، يصبحان أكثر قوة في مجالهما لأنهما يعرفان كيف تتكامل هذه الأدوات مع بعضها.
مثال بسيط: لو كنت مصممًا وتعلمت أساسيات الاستراتيجية التسويقية، ستتمكن من تصميم ليس فقط ما يبدو جميلًا، بل ما يخدم هدفًا تسويقيًا محددًا ويصل للجمهور بشكل أعمق. هنا تصبح أكثر من مجرد مصمم؛ تصبح مبدعًا يفهم الصورة الأكبر.

الموازنة بين التخصص والتعميم:

أنتَ لا تحتاج لأن تكون خبيرًا في كل شيء، لكن يكفي أن تكون لديك معرفة كافية تساعدك على استخدام الأدوات المختلفة بفعالية. هذا هو جوهر التوازن بين التخصص والتعميم: أن تعرف متى تستخدم المطرقة، ومتى تحتاج لمفك البراغي، ومتى عليك اللجوء إلى أدوات أخرى.
هذا الفهم العميق يساعدك على اتخاذ قرارات أفضل، ويمنحك القدرة على الابتكار في حل المشاكل. التخصص وحده قد يضعك في إطار ضيق، لكن التنوع في الأدوات يمنحك حرية الإبداع والمرونة في التعامل مع التحديات.خلاصة القول:
الرسالة ليست التخلي عن تخصصك، بل توسيع آفاقك ومعرفتك ليشمل المزيد من الأدوات والأساليب. أن تكون متخصصًا في أداة واحدة يجعلك الأفضل في مجال ضيق جدًا، لكن أن تمتلك فهمًا عامًا يساعدك في استخدام هذا التخصص بطرق أكثر إبداعًا وفعالية.
في مجالات التسويق والعمل الإبداعي، المرونة والتكيف هما مفتاح النجاح. مطرقة ماسلو تعلمنا أن الحل ليس في استخدام نفس الأداة دائمًا، بل في اكتشاف أدوات جديدة وتعلم متى وكيف نستخدمها بحكمة.
إذا وصلت لهذا الجزء، فأنت قد اكتسبت درسًا مهمًا اليوم: التخصص رائع، لكن التنوع في الأدوات المعرفية هو ما يجعلك أكثر إبداعًا وفعالية في مجالك.
تذكر أن تردد دائمًا: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.

تتطلع إلى أن تصلك المقالات

قبل الجميع؟ اشترك بالنشرة

الإخبارية.

تتطلع إلى أن تصلك المقالات

قبل الجميع؟ اشترك بالنشرة

الإخبارية.

مُعظم من يقرأ مقالاتي يقول لي أنك مختلف عن الجميع.

تنتظرك دروس مثرية

في النشرة الإخبارية 💌: