العلامة التجارية
٠١/١١/٢٠٢٤

هناك في سوق الهواتف الذكية أكثر من "500 - رقم تخيلي" نوع هاتف ذكي. ايهم ستختار؟
اعتقد غالبًا ان خياراتك ستنحصر في هذه العلامات الثلاث: (ابل - سامسونغ - هواوي).
أو ربما تود التغريد خارج السرب، لهذا ستختار: (ون بلس - شاومي).
هل لاحظت أمرًا غريبًا؟!
أنا لم اتطرق إلى أي طراز أو نوع معين بعينه من الهواتف؛ بل قفزت مباشرة إلى اختيار علامة على أخرى! لأننا بطبيعة الأمر، لا نختار منتج بعينه؛ بل نبحث عن ما وراء ذلك المنتج. كيف ذلك؟
حسب رأي الكاتب "مارتي نوميير" في كتابه الرائع: فجوة العلامة - The Brand Gap، يقول: أن فكرة العلامة تعود الى 5000 عام على أقل تقدير. فلماذا تلقى هذا الرواج الآن؟
يعزو ذلك إلى انتقالنا من مرحلة إقتصاد الإنتاج الضخم إلى مرحلة "الإقتصاد الدقيق - Mass Customization" أدى ذلك ألى تضاعف عدد خيارات الشراء المتاحة أمامنا. وأصبحنا في وفرة من المعلومات وضيقٍ في الوقت. فلم يعد أسلوبنا القديم في تقييم المنتجات - مقارنة الميزات والفوائد - يفي بالغرض. وتفاقَم الوضع بفعل المنافسين الذي راحوا ينسخون ميزات بعضهم بعضًا حالَ ظهورها، إضافة إلى التقدّم في عمليات التصنيع، وهو ما جعل قضايا الجودة قضايا صوريّة.
أما اليوم فإننا نحدّد خياراتنا بناء على الصفات الرمزيّة، مثل شكل المنتج، ومكان بيعه، وصفة الأشخاص الذين يشترونه، و"القبيلة" التي سأنضم إليها أذا اشتريته، وما يقوله الآخرون عنه، وأخيرًا من يصنعه، لأنني أذا كنتُ أستطيع الثقة بالصانع، فـ سأستطيع شراء المنتج دون قلق. وبدل تقييم ميزاته وفوائده، تحدد درجة الثقة التي أشعر بها تجاه المنتج وعلامته التجارية ما إذا كنتُ ساشتري هذا المنتج أم ذاك.
إذاً، لقد عرفنا كيف يفكر الجمهور في علقه الباطن. أنه يفكر بالعلامة وقربها منه، أكثر من منتج بعينه في حال توفر خيار اخر لدى علامة أخرى
طيب، كيف يختارك الجمهور في ظل التنافسية العالية بين العلامات التجارية؟
كما ذكر المؤلف "جاكو والفيس - Tjaco Walvis" في كتابه (Branding with Brains) هناك ثلاث عوامل رئيسية اذا توفرت في علامتك لن تضيع فرصة الاستحواذ على أكبر قدر من الشريحة السوقية التي تحلم بها، وكالآتي:
الصلة: كلما كانت العلامة التجارية ذات صلة أكبر بجمهورها من حيث ما تقدمه من منتجات/ خدمات زادت فرصة اختيارها من قبل ذلك الجمهور. العلامات الأكثر صلة هن الأكثر ارتباطًا بجهاز الدوبامين في العقل.
التناغم/ التماسك: كلما كانت جهود التسويق متناغمة على مر الوقت والمكان، زادت فرص اختيار العلامة التجارية. يعني التناغم في التسويق تكرار نفس الرسالة على مر السنين وعبر جميع نقاط اتصال العملاء. وهذا يجعل من السهل على الدماغ استرجاع العلامة التجارية وجعلها فائزة في المنافسة مع الآخرين.
المشاركة/ التفاعل: كلما كانت البيئة التي تحتضن الجمهور من قبل العلامة أكثر تفاعلاً واستجابة لردات الفعل، وخلق فرص استمتاع جديدة - كلما زادت نسبة ميل الجمهور لهذه العلامة.
جميع ما ذكر أعلاه يصعب تطبيقه على أرض الواقع بدون عنصر مهم للعلامة، الا وهو "التكيّف - Adaptation" اذ هو العنصر الجوهري لاستدامة وبقاء العلامات التجارية على مر العصور. أي علامة تنجح ويستديم نجاحها في السوق اعلم أنها علامة عرفت كيف تتكيف مع الجمهور مقابل السوق التوسعية والأهداف المستقبلية لها.
تذكر أن تردد دائمًا: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.
انتهى.